الغزالي وتهذيب الغريزة


حديث الغزالي عن تهذيب الغرائز جميل وفيه الكثير من المتفق عليه في عصرنا الحالي
قرأت عنه في مختصر دراسة نشرت على موقع OnIslam

تربية الغرائز والتحكم فيها: ويؤكد أن الانفعالات والعواطف جزء من الحياة النفسية، إذ لا يمكن إزالتها بالكلية وإنما تربيتها والتحكم فيها، إذ يقول: "اعلم أنه ظن ظان أنه يتصور محو الغضب بالكلية، وزعموا أن الرياضة إليه تتوجه وإياه تقصد، وظن آخرون أنّه أصل لا يقبل العلاج، وهذا رأي من يظن أن الخُلق كالخَلق، وكلاهما لا يقبل التغيير، وكلا الرأيين ضعيف، بل الحق فيه ما نذكره، وهو أنه ما بقي الإنسان يحب شيئاً ويكره شيئاً فلا يخلو من الغيظ والغضب، وما دام يوافقه شيء ويخالفه آخر، فلا بد من أن يحب ما يوافقه، ويكره ما يخالفه، والغضب يتبع ذلك".
ولما كانت تلك الانفعالات جزءاً حيًّا من الإنسان، فما عليه إلا أن يتحكم فيها ويوجهها توجيهاً صحيحاً ما دام مستحيلاً محوها بالكلية كما يقول الغزالي: “فليست الرياضة فيه لينعدم غيظ القلب. ولكن لكي يقدر على ألا يطيع الغضب، ولا يستعمله في الظاهر، إلا على حد يستحبه الشرع ويستحسنه العقل. وذلك ممكن بالمجاهدة، وتكلّف الحلم، والاحتمال مدة يصير الحلم والاحتمال خُلقاً راسخاً. فأما قمع أصل الغيظ من القلب، فذلك ليس مقتضى الطبع، وهو غير ممكن، نعم يمكن كسر سورته، وتضعيفه”.
"وكذلك الشهوة والغضب ينبغي أن يكونا تحت يد العقل، فلا يفعلا شيئاً إلَّا بأمره، فإن فعل ذلك صح له حسن الخلق، وهي صفات الملائكة، وهي بذر السعادة".

0 التعليقات: