المنهجية:

حقيقة يفتقد مجال الاعجاز العلمي الى الضبط والربط..فلا يوجد أي نقد علمي لما يتم عرضه..
ربما يوجد من ينتقد ويفند ويأخذ مواقف واضحة إزاء بحث أو آخر ولكن هذا في جانب العلوم الدينية فقط..
لكني لا أرى من ينتقد جانب العلم المادي ويقف على تقييمه أويقوم بنقد وجاهة الربط بين الجانب العلمي والديني في الموضوع محل البحث.
سألت عن هذا في المواقع القائمة على نشر الأبحاث فلم أجد مراجعة علمية منهجية منهم..والمؤتمرات القائمة على هذا توفر لجنة تقرر إما قبول أو رفض البحث دون مراجعات أو تدقيق مفصل.

المرجعية:

أستشعر من كثير ممن يكتبون بالمجال أنهم يعاملون العلوم الحديثة معاملة المسلّمات ليس تقديسا للعلم ولكن من باب "أهوه..انت اللي قلت مش أنا"
ينتج عن هذا مشكلتان واضحتان:

الأولى: أن هناك من يستند في منطقه على نظريات قد يختلف عليها بل ولربما هناك نظريات معاضة قد تساويها في نفس القوة إن لم تفقها..ناهيك عمن أخذ بنظريات مرفوضة وغير متفق عليها والأدهى عمن يأخد من مجالات شبه علمية ولا أساس لها من العلم المادي كالطب البديل وطب الطاقة ثم يقوم بتقديمها على أنها أحد النظريات بالعلوم الوضعية..وكأن كل أجنبي يتحدث من الخارج أصبح مصدر يعتد به.

الثانية:
إذا كان هناك طرفان تريد أن توصل بينهما..طرف ثابت وآخر متغير..المطلوب تحريك المتغير حتى يأتي الى جوار الثابت..لا ينبغي تحريك الثابت (تحميل الدليل ما لا يحتمل) وتثبيت المتغير (العلوم الحديثة)..
المشكلة الثانية هي محل النقد الاكبر تظرا لأن هناك من علماء الدين من يتابعون الأبحاث ويعترضون على تحميل النصوص على غير مسارها..والمشكلة الثانية هي مدخل من يرفض على الاطلاق محاولة تفسير القرآن بالعلوم الحديثة
لا تلقى المشكلة الأولى نقدا أو اهتماما..وهو شيء محزن للأسف..فنتاج هذا هو حالة من التمحور حول الذات..فالناس ترى الأبحاث هذه وتكبر وتحمد الله وتتعجب لماذا لا يؤمن الناس بمجرد قرائتهم لهذه الأبحاث.


من كل هذا أود أن أدون بعض الملاحظات:

-الاعجاز العلمي مجال جد رائع ويتطلب المزيد والمزيد من الاهتمام به ووضع أسس منهجية له
-نفي القداسة عن العلم الوضعي لا يختلف عليه اثنان..ومن يقدسه هو لا يقدس العلم نفسه بقدر ما يقدس العقل البشري وهو إله يعبد من دون الله حاليا..المسلم يؤمن أن العقل والحواس أداة معرفة الإله لا الإله ذاته

-
وبم أن العلم والعقل أداة إذن ينبغي النظر للعلم على أنه امتداد للإحساس..امتداد للعين والأذن واللمس والإدراك في عمومه. لا قداسة للعلم ولكن ينبغي الأخذ به لأنه عين وأذن ويد أفضل فهو ليس مجرد تكهنات ولكن تراكم خبرات تجريبية..أستخدمها لأفهم ديني بشكل أفضل وهذا ما فعله المفسرون السابقون.. استخدموا ما يعرفون من خبرات معروفة في زمانهم لمحاولة فهم القرآن وعند حدوث الخطأ فهو خطأ في الفهم لا في النص ويبقى مقام النص مصونا محفوظا.

-
الانطلاق من التأمل في الايات القرآنية ثم البحث في العلم هو الاتجاه الأصوب للمقاربة بين العلوم الدينية والعلوم الحديثة..وهو ذو وقع أقوى على المجتمع العلمي والعالم الحالي لأنه يضيف الى العلوم الموجودة..وذو عائد أقوم للعلوم الدينية إذ يساهم في تطوير وتعديل الخطاب الديني بما يسهل التواصل مع الناس ليس فقط العامة بل المتخصصون والنخبة وهو ما نفتقده بشدة.




0 التعليقات: